ما هي السمنة المرضية

ما هي السمنة المرضية

تعتبر السمنة المرضية من أبرز التحديات الصحية التي تواجه المجتمعات الحديثة، حيث تمثل مشكلة صحية واجتماعية تتجاوز مجرد زيادة في الوزن، حيث تعد حالة صحية تتسم بتراكم الدهون في الجسم بشكل مفرط، مما يؤدي إلى زيادة ملحوظة في مؤشر كتلة الجسم.

وتعتبر أحد أهم العوامل المساهمة في الإصابة بأمراض خطيرة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم، والسكري من النوع الثاني، وأمراض الكبد، وبعض أنواع السرطان.

ما هي أعراض السمنة المرضية

تظهر السمنة المرضية التي تعد من أهم التحديات الصحية الحديثة مجموعة من الأعراض البارزة والتي ينبغي الانتباه إليه، ومن بين هذه الأعراض:

  • التعرق الزائد: تتسبب السمنة المرضية في زيادة إفراز العرق، مما يؤدي إلى شعور دائم بالرطوبة واللزوجة.
  • التعب الشديد ونقص الحيوية: يعاني المصابون بالسمنة المرضية من تعب مستمر ونقص في الطاقة والحيوية.
  • آلام المفاصل والظهر: يعاني الأشخاص المصابون بالسمنة المرضية من آلام مستمرة في المفاصل والظهر نتيجة لضغط زائد على العظام والأنسجة.
  • صعوبة في التنفس: يشعر المصابون بالسمنة المرضية بصعوبة في التنفس وعدم الراحة أثناء مجهود بدني.
  • مشاكل النوم والشخير: تعاني الأشخاص المصابون بالسمنة المرضية من مشاكل في النوم مثل الشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم.
  • صعوبة في ممارسة النشاطات البدنية: يجد المصابون بالسمنة المرضية صعوبة في ممارسة النشاطات البدنية اليومية نظرًا لضعف التحمل ونقص القدرة البدنية.
  • فقدان الثقة في النفس والشعور بالوحدة: يعاني المصابون بالسمنة المرضية من فقدان الثقة في النفس والشعور بالوحدة نتيجة للمشاكل الصحية والاجتماعية التي يواجهونها.
  • ارتفاع ضغط الدم: يعتبر ارتفاع ضغط الدم من المشاكل الصحية الشائعة التي تصاحب السمنة المرضية، مما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

أسباب السمنة المرضية

عملية تناول الطعام تعتبر عملية حيوية يقوم بها الجسم للحفاظ على وظائفه الحيوية والفسيولوجية، حيث يستخدم الجسم السعرات الحرارية لتأمين الطاقة اللازمة لهذه الوظائف، مثل دعم عملية الهضم وضمان نشاط القلب والأوعية الدموية، لكن عندما يتجاوز تناول الطعام الكمية التي يحتاجها الجسم من السعرات الحرارية، يتم تخزين السعرات الزائدة على شكل دهون، مما يؤدي إلى زيادة الوزن وظهور مشكلة السمنة المرضية.

من الأسباب الأخرى المسببة للسمنة المفرطة:

  • تناول بعض أنواع الأدوية: مثل أدوية علاج الاكتئاب والتي يمكن أن تؤثر على عملية الحرق في الجسم وتزيد من تراكم الدهون.
  • مشاكل صحية معينة: مثل خمول الغدة الدرقية، الذي يؤثر على عمليات الأيض ويزيد من احتمالية تراكم الدهون.

مخاطر السمنة المرضية على الصحة

 السمنة المرضية تعد من أكبر المشاكل الصحية العصرية، وتتضمن العديد من الأضرار الجسدية والنفسية التي تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة، ومن بين هذه الأضرار:

  • ارتفاع خطر الإصابة بداء السكري (Diabetes):
    يزيد الوزن الزائد من فرص الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، والذي يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل بتر أحد الأطراف وأمراض القلب والسكتة الدماغية.
  • ظهور مضاعفات على صحة المرأة:
    الوزن الزائد قد يعرقل الحمل ويزيد من فرصة تعرض المرأة لمشاكل خلال الحمل، بالإضافة إلى تأثيره على انتظام الدورة الشهرية.
  • أضرار على العمود الفقري:
    تزيد السمنة من الضغط على المفاصل وتسهم في زيادة فرص الإصابة بالالتهابات مما يؤدي إلى خطر هشاشة العظام.
  • تأثير سلبي على البشرة:
    يمكن أن تسبب السمنة طفحًا جلديًا و تغيرات لونية في الجلد مما يؤثر على مظهرها العام وصحتها.
  • توقف التنفس أثناء النوم:
    الوزن الزائد قد يسبب توقف التنفس أثناء النوم، مما يزيد من خطر الإصابة بمشاكل التنفس وأمراض القلب.
  • رفع خطر الإصابة بالنقرس:
    يعد النقرس من الأمراض الشائعة لدى الأشخاص المصابين بالسمنة، ويمكن أن يسبب آلاما شديدة في المفاصل.
  • أضرار صحية أخرى:
    منها مرض الزهايمر، وانخفاض جودة الحياة بشكل عام، إضافة إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم والكولسترول وأمراض المرارة.

كيف يتم حساب مؤشر كتلة الجسم؟

كتلة الجسم هي مؤشر هام يظهر كيفية تناسق وزن الشخص مع طوله، وتعتبر هذه الأقسام الأربع التي تعرِّف الكتلة الجسمانية مناسبة للطول:

  • الكتلة المنخفضة (أقل من 18.5):
    يُعتبر هذا النطاق إشارة لوجود نقص حاد جدًا في الوزن، مما قد يشير إلى مشاكل صحية جسيمة تتطلب اهتمامًا فوريًا.
  • الكتلة الطبيعية (18.5 – 24.9):
    تُعتبر هذه الفئة مثالية للجسم الطبيعي، حيث يكون الوزن متناسبًا بشكل جيد مع الطول، مما يعكس صحة جيدة ونمط حياة صحي.
  • الكتلة المرتفعة (25 – 29.9):
    يشير هذا النطاق إلى وجود زيادة طفيفة في الوزن، والتي يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية إذا لم يتم التحكم بها.
  • السمنة (30 وأكثر):
    يشير هذا النطاق إلى وجود سمنة بدرجات مختلفة، حيث تزداد الأضرار الصحية بزيادة درجة السمنة.

يتم حساب مؤشر كتلة الجسم من خلال قسمة وزن الجسم (بالكيلوجرام) على مربع الطول (بالمتر)، على سبيل المثال إذا كان وزنك 60 كيلوجرامًا وطولك 165 سم، فإن كتلة جسمك تحسب كالتالي (60 ÷ (1.65)²)، وهي 22.04 ما يعني أنك تنتمي إلى الفئة الثانية من مستويات كتلة الجسم وأن وزنك مثالي ومناسب مع طولك.

هل يوجد علاج للسمنة المرضية؟

علاج السمنة المرضية بالجراحة يتضمن خطوات مهمة ومتابَعة دقيقة لضمان نجاح العملية وتقليل المخاطر المحتملة  وهنالك طريقتان رئيسيتان لعلاج السمنة المرضية بالجراحة:

  • ربط المعدة:
    يوصى بهذه الجراحة للأشخاص ذوي مؤشر كتلة جسم بين 35 – 50 ويتم فيها تثبيت حلقة من السيليكون تحت نقطة اتصال المريء بالمعدة، مما يؤدي إلى تقليل حجم المعدة الفعال وزيادة شعور الشبع بوجبات أقل.

ويعتمد نجاح هذه الجراحة على تعاون المريض والالتزام بتغيير نمط الحياة والتغذية، وقد تتطلب فترة زمنية لخفض الوزن بشكل صحي.

  • عملية تحويل المسار:
    يوصى بها للأشخاص ذوي مؤشر كتلة جسم أكبر من 50، أو لمن لم تكن جراحة الربط المعدي كافية،  و تتضمن الجراحة تقسيم المعدة وتوصيل أقسام الأمعاء الدقيقة لإنشاء مسار جديد للهضم،  وتعتبر هذه الجراحة أكثر تعقيدًا وتتطلب مهارات جراحية متقدمة،  وقد تحدث مضاعفات مثل تسرب السوائل أو نقص في العناصر الغذائية، جدير بالذكر ان النجاح الكامل لهذه الجراحة يتطلب الالتزام بتغييرات نمط الحياة ومتابعة دورية للصحة.

كيفية معرفة نوع السمنة التي أعاني منها؟

يمكنك معرفة إذا ما  كنت تعاني من السمنة أم لا من خلال اختبار الكتلة طبقا للقانون المتبع وهو وزن الجسم على مربع الطول، فإذا كانت النتيجة 35 فما فوق فأنت تعاني من السمنة وهنا يجب إتخاذ القرار الصحيح في التخلص من الوزن الزائد.

طرق الوقاية من السمنة المرضية

يمكن الوقاية من الإصابة بالسمنة المرضية عن طريق اتباع الخطوات التالية:

  • تناول الكثير من الخضراوات والفواكه: تحتوي الخضراوات والفواكه على الألياف والمغذيات المهمة التي تساعد في الشعور بالشبع وتحفز عملية الهضم بشكل صحي.
  • تفضيل الطعام غير المصنع والطازج: يُفضل اختيار الأطعمة الطازجة والطبيعية على الأطعمة المصنعة والمعالجة، حيث تحتوي على مزيد من الفيتامينات والمعادن وتقلل من الدهون والسكريات المضافة.
  • الابتعاد عن الدهون المشبعة والمهدرجة: تجنب تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والمهدرجة مثل الزبدة والزيوت المهدرجة، واختر الدهون الصحية مثل زيت الزيتون والأفوكادو.
  • تقليل من تناول الحلويات والسكريات: يُفضل تقليل استهلاك الحلويات والسكريات المعالجة، واستبدالها بخيارات صحية مثل الفواكه الطازجة أو الزبادي الطبيعي.
  • مراقبة السعرات الحرارية التي تستهلكها: قم بمراقبة كمية الطعام التي تتناولها وتأكد من عدم تناول سعرات حرارية زائدة بشكل مفرط عن احتياجات جسمك.
  • استخدام صحن صغير: استخدم صحنًا صغيرًا لتقليل حجم الوجبات التي تتناولها وتحفز على تناول كميات مناسبة من الطعام.
  • تناول الطعام في أوقات منظمة: قم بتنظيم وجباتك وتناول الطعام في أوقات محددة يوميًا للحفاظ على نظام غذائي منتظم وصحي.
  • تناول الطعام ببطء: تناول الطعام ببطء يساعد على التحكم بشعور الشبع وتقليل كمية الطعام التي تتناولها.

متى تكون السمنه مرضية؟

إذا ما زاد مؤشر الكتلة عن 40 هنا تكون مرضية مما يؤثر على  الحياة ويكون به خطر على حياتك.

ما هو الوزن الذي يعتبر سمنة؟

لا يوجد وزن مثالي ولكنه يختلف طبقًا لنوع الجسم وطريقة تخزينه للدهون وتختلف من شخص لأخر، وفي العموم يكون الوزن الذي يعد سمنه الي يؤثر على حركة الإنسان وحياته.

هل الوزن 90 يعتبر سمنة مرضية؟

لا يمكن الجزم بإجابة هذا السؤال لأنه يختلف من شخص لآخر طبقا لتوزيع الدهون في الجسم  كما أن عامل الطول مهم  جدا فكلما زاد الطول زادت الكتلة.

هل السمنة المرضية مهددة للحياة؟

نعم، السمنة المرضية تعتبر تهديدًا حقيقيًا للحياة وترتبط بمجموعة من المشكلات الصحية الخطيرة والمضاعفات التي قد تؤثر سلبًا على الصحة ومن بين الأمور التي ترتبط بالسمنة المرضية وتشكل تهديدًا للحياة:

  • أمراض القلب والأوعية الدموية: تزيد السمنة من خطر الإصابة بأمراض القلب مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض الشرايين التاجية والسكتة القلبية.
  • مرض السكري من النوع الثاني: السمنة تزيد من احتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وهو مرض يؤثر على مستويات السكر في الدم، ويمكن أن يسبب مشاكل صحية خطيرة.
  • أمراض الجهاز التنفسي: السمنة تزيد من خطر الإصابة بمشاكل في الجهاز التنفسي مثل انقطاع التنفس أثناء النوم وارتفاع معدلات الربو.
  • أمراض الكلى: السمنة تزيد من خطر الإصابة بأمراض الكلى مثل: الفشل الكلوي وزيادة في مستويات البيليروبين في الدم.
  • أمراض الكبد: قد تتسبب السمنة في زيادة الدهون في الكبد وتضخمه، مما يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل تليُّف الكبد والتهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
  • السرطان: تزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان مثل: سرطان الثدي، والقولون والرحم.

إذا لم يعالج الوزن الزائد والسمنة المرضية بشكل جدي وفعال فقد يتسبب ذلك في مشاكل صحية خطيرة قد تؤثر على الحياة بشكل كبير، لذا من الضروري السعي للحفاظ على وزن صحي ومواجهة السمنة المرضية بأسلوب حياة صحي وتغييرات غذائية مناسبة، بالإضافة إلى الاستشارة الطبية والمتابعة الدورية مع فريق طبي متخصص لتقييم الحالة ووضع خطة علاجية مناسبة.

يعد التصدي للسمنة المرضية تحدي صحي هام يتطلب الوعي والتفهم العميق لأثرها السلبي على الصحة، فمن خلال التغييرات الصحية في نمط الحياة والتغذية السليمة ويمكن الحد من خطر الإصابة بالمشاكل الصحية الخطيرة المرتبطة بها، مثل:

 أمراض القلب، والسكتات الدماغية، ومرض السكري، تحتاج مكافحة السمنة المرضية إلى جهود متواصلة وتعاون مع الفرق الطبية المتخصصة للوصول إلى أهداف صحية مستدامة، بالتزامن مع التوعية والتثقيف يمكننا بناء مجتمع أكثر صحة وسلامة للأجيال القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *