علاج السمنة المفرطة

علاج السمنة المفرطة هو موضوع يهم الكثيرين في العالم العربي وفي جميع أنحاء العالم السمنة المفرطة ليست مجرد مسألة جمالية، بل هي حالة صحية خطيرة تؤثر على حياة الأفراد بشكل كبير قد يؤدي الوزن الزائد إلى مشاكل صحية عديدة مثل أمراض القلب، السكري، وارتفاع ضغط الدم، لذلك من الضروري البحث عن طرق فعالة لعلاج السمنة المفرطة والوقاية منها.

ما هي السمنة المفرطة؟

السمنة المفرطة هي حالة طبية تتميز بزيادة مفرطة في كمية الدهون في الجسم إلى درجة تشكل خطرًا على الصحة، كما تُعرف السمنة المفرطة علميًا بأنها زيادة في مؤشر كتلة الجسم إلى أكثر من أربعين، أو إلى أكثر من خمسة وثلاثين مع وجود مشاكل صحية مرتبطة بالسمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم.

السمنة المفرطة تختلف عن السمنة العادية في مدى زيادة الدهون وتوزيعها في الجسم، بينما يمكن اعتبار الشخص سمينًا إذا كان مؤشر كتلة الجسم بين ثلاثين وأربعين، فإن السمنة المفرطة تتجاوز هذا الحد، مما يزيد من تعقيد الحالة وخطورتها.

أنواع السمنة المفرطة

السمنة المفرطة ليست حالة واحدة متجانسة، بل تتنوع إلى أنواع متعددة بناءً على العوامل المسببة وأماكن تراكم الدهون في الجسم، يمكن تصنيف السمنة المفرطة إلى عدة أنواع رئيسية، وهي:

السمنة الجينية: تنتج هذه السمنة عن العوامل الوراثية التي تؤثر على عملية التمثيل الغذائي وتخزين الدهون في الجسم، الأشخاص الذين يعانون من هذه النوع من السمنة يكون لديهم تاريخ عائلي للسمنة، وقد يواجهون صعوبة أكبر في فقدان الوزن على الرغم من اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة.

السمنة الهرمونية: تحدث نتيجة اضطرابات في الهرمونات التي تنظم الشهية والتمثيل الغذائي من أمثلة هذه الاضطرابات نقص هرمون الغدة الدرقية ومتلازمة كوشينغ هذه الحالات تتسبب في زيادة الوزن وصعوبة التحكم فيه

السمنة الناجمة عن قلة النشاط البدني.

تنشأ هذه السمنة بسبب قلة الحركة والنشاط البدني، حيث يؤدي نمط الحياة الخامل إلى تراكم السعرات الحرارية في شكل دهون، يُلاحظ هذا النوع بشكل خاص لدى الأشخاص الذين يقضون وقتًا طويلًا في الجلوس أمام الشاشات أو العمل المكتبي.

السمنة النفسية: تحدث نتيجة لتناول الطعام العاطفي كرد فعل للتوتر أو القلق أو الاكتئاب، الأفراد الذين يعانون من هذا النوع من السمنة غالبًا ما يلجؤون إلى تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية كوسيلة للتعامل مع مشاعرهم السلبية.

السمنة المرتبطة بالأدوية: بعض الأدوية يمكن أن تسبب زيادة الوزن كأثر جانبي، مثل الأدوية المضادة للاكتئاب، والأدوية المثبطة للمناعة، وبعض أدوية السكري، هذه الأدوية قد تؤدي إلى تغييرات في التمثيل الغذائي أو زيادة الشهية، فهم الأنواع المختلفة للسمنة المفرطة يساعد في تقديم علاج السمنة المفرطة المناسب لكل حالة بناءً على السبب الرئيسي وراء زيادة الوزن، مما يسهم في تحقيق نتائج أفضل في إدارة السمنة وتحسين الصحة العامة.

ما هي أسباب السمنة المفرطة؟

تتنوع أسباب السمنة المفرطة وتتداخل، مما يجعلها حالة معقدة تتطلب فهماً شاملاً، من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى السمنة المفرطة:

العوامل الوراثية: تلعب الجينات دوراً كبيراً في تحديد كيفية تخزين الجسم للدهون وكيفية استجابته الطعام والنشاط البدني، بعض الأشخاص يكونون أكثر عرضة للسمنة بسبب التركيب الوراثي.

النظام الغذائي غير الصحي: تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والدهون المشبعة، والسكريات المضافة بشكل مفرط يساهم في زيادة الوزن الأطعمة السريعة والمشروبات الغازية هي أمثلة شائعة على ذلك.

قلة النشاط البدني: عدم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وقلة الحركة اليومية تؤدي إلى تراكم السعرات الحرارية الزائدة في الجسم على شكل دهون.

الاضطرابات الهرمونية: بعض الحالات الصحية مثل قصور الغدة الدرقية ومتلازمة تكيس المبايض يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن بسبب التغيرات الهرمونية التي تؤثر على التمثيل الغذائي والشهية.

العوامل النفسية: التوتر، القلق، والاكتئاب يمكن أن يؤدوا إلى تناول الطعام العاطفي، حيث يلجأ الأشخاص إلى الطعام كوسيلة للتخفيف من مشاعرهم السلبية، مما يسبب زيادة الوزن.

الأدوية: بعض الأدوية قد تسبب زيادة الوزن كأثر جانبي، مثل بعض مضادات الاكتئاب، الأدوية المثبطة للمناعة، وأدوية السكري.

العوامل البيئية والاجتماعية: نمط الحياة العصري الذي يشمل قلة النشاط البدني والاعتماد الكبير على وسائل النقل الحديثة، بالإضافة إلى العادات الغذائية غير الصحية المنتشرة في المجتمع، يمكن أن يساهم في زيادة الوزن

فهم هذه الأسباب يمكن أن يساعد في تطوير استراتيجيات فعالة لعلاج السمنة المفرطة.

كيف يتم تشخيص السمنة المفرطة؟

تشخيص السمنة المفرطة يتم عبر مجموعة من الخطوات والإجراءات التي يقوم بها الطبيب المختص لتحديد مدى زيادة الوزن وتأثيرها على الصحة العامة للفرد، تشمل هذه الخطوات:

 قياس مؤشر كتلة الجسم: يُعد مؤشر كتلة الجسم أداة شائعة تشخيص السمنة، ويتم حسابه بقسمة وزن الشخص بالكيلوغرام على مربع طوله بالمتر تعتبر السمنة المفرطة عندما يكون مؤشر كتلة الجسم أربعين أو أكثر.

قياس محيط الخصر: يُستخدم قياس محيط الخصر لتحديد توزيع الدهون في الجسم. الدهون المتراكمة في منطقة البطن تشكل خطراً أكبر على الصحة مقارنة بالدهون الموزعة في أماكن أخرى من الجسم.

التقييم الطبي الشامل: يتضمن هذا التقييم أخذ تاريخ طبي كامل يتضمن العوامل الوراثية، والنظام الغذائي، ومستوى النشاط البدني، والأدوية المستخدمة، وأي أعراض صحية أخرى يعاني منها الشخص.ا

الفحوصات المخبرية: قد يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات المخبرية للتحقق من أي اضطرابات هرمونية أو مشكلات صحية قد تساهم في السمنة، تشمل هذه الفحوصات تحليل الدم للتحقق من مستويات الجلوكوز، والكولسترول، ووظائف الغدة الدرقية.

التقييم النفسي: في بعض الحالات، قد يكون من الضروري تقييم الصحة النفسية للفرد لتحديد ما إذا كانت هناك عوامل نفسية تساهم في زيادة الوزن، مثل التوتر، الاكتئاب، أو اضطرابات الأكل بناءً على هذه التقييمات والفحوصات.

يتمكن الطبيب من تشخيص السمنة المفرطة وتحديد خطة علاجية مناسبة تهدف إلى تحسين الصحة العامة وتقليل المخاطر المرتبطة بالوزن الزائد.

مضاعفات السمنة المفرطة

النسبة أصبحت متزايدة بشكل كبير جدًا في الآونة الأخيرة وخاصةً في المجتمع المدني، تعد السمنة أخطر الأمراض المعقدة، مضاعفاتها تفوق الحدود سواء في المظهر الداخلي من الجهة النفسية والجمالي أيضًا إلى مشاكل صحية وبدنية.

مع الأسف تتطور تلك المشاكل الصحية أصبحت تزيد كثيرًا إلى أنها قد تهدد الحياة للإنسان كليًا، وبالرغم من أن هذه المشكلات الصحية ربما تكون مزمنة إلا وأن نزول الوزن ولو بشكل طفيف يؤثر بشكل كبير جدًا ويخفف تمامًا من المضاعفات التي ربما تلحق بالشخص المصاب بمرض السمنة.

يمكن أن تقوم بتغيير نمط حياتك ونظامك الغذائي تمامًا وقم بزيادة النشاط البدني والرياضة وبعض فقط من التعديلات السلوكية التي تساند في نقص وزنك بسهولة، وإذا كنت على يقين بأن وزنك أصبح كبير وبشكل مفرط الجأ للعمليات الجراحية التي تكون إحدى الاختيارات للحل الجذري من مرض السمنة وله تأثير فعال فيما بعد.

ما هي طرق علاج السمنة المفرطة؟

أفضل الطرق الفعالة في علاج السمنة المفرطة هي الحمية الغذائية لانقاص الوزن، تتضمن قليلاً من السعرات الحرارية، وممارسة عادات غذائية بشكل سليم عما كنت عليه حاليًا وفي الفترات الزمنية الماضية.

 استبدل أطعمتك الغير صحية بأخرى سليمة والتي تكون تحت استشارة الطبيب المعالج، لكي يساندك في وضع الحلول تمامًا ومتابعتك بشكل سليم وجيد.

قم بتناول البروتين في وجبة الفطور ضروري، يجب أن يتم ادراج هذا البند واجعله روتينك اليومي كل يوم في حميتك الغذائية، لكي تستطيع تقليل فرصة الجوع على مدار اليوم، تتمثل في: البيض، الشوفان، الجوز، الشيا.

وإليك بعض النصائح التي تساعدك في التخلص من السعرات الحرارية بشكل سليم، وعلاج السمنة المفرطة بسرعة دون أن تضطر أن تشعر بالجوع، تتمثل في الآتي:

• عليك بشرب المياه التي تساعد على انقاص الوزن.
• امضغ بشكل جيد الطعام، حيث تساعد نفسك على الهضم الجيد.
• النوم بشكل كافِ مما لا يقل عن 8 ساعات يوميًا ليلاً.
• قم بتناول الطعام دون أن تسمح لنفسك بأي تشتيت. 
• يجب أن تتغذى وتتناول الطعام الخفيف ” السناك ” بين الوجبات.

كيف يمكن الوقاية من السمنة المفرطة؟

كما تناولنا معًا يجب أن يتم الحفاظ بشكل جيد على نظام صحي متوازن، فما تأكله له تأثيرًا مباشرًا على وزنك وصحتك العقلية والبدنية، يجب أن تتناول كثيرًا من الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة والبروتينات بأنواعها التي تخلو تمامًا من الدهون الغير صحية، حيث ذلك يساعدك تمامًا من منع السمنة نهائيًا.

النظام الغذائي المتوازن: يضمن لك الحصول على كافة العناصر الغذائية التي قد يحتاجها بدون أن تستهلك أي سعرات حرارية زائدة، من الضروري جدًا أن تبتعد كل البعد عن الأطعمة التي يتم صناعتها بشكل غير صحي والمصنعة والتي تحتوي على سعرات حرارية عالية التي تتمثل في الفاست فوود، والمشروبات التي تحتوي على سكر.

النشاط البدني: عامل مساعد ضروري للغاية في تجنب السمنة التي يمكن أن تساعدك في الحفاظ على وزن صحي من خلال حرق السعرات الحرارية وبناء كتلة عضلات، تبعًا للمراكز المتوفرة في أمريكا لمحاربة السمنة يجب أن يكون الهدف للبالغين من ممارسة التمارين الهوائية متوسطة وغير شديدة لمدة 75 دقيقة أسبوعيًا.

أفضل الحميات الغذائية لعلاج السمنة المفرطة

قد يكون علاج السمنة المفرطة والتحكم في الوزن الزائد بقوة عن طريق اتباع حمية غذائية ذات سعرات حرارية ترتكز فيها على اتباع نظام غذائي يومي حسب السعرات الحرارية، يقوم بعملية زيادة للجسم في السعرات الحرارية القليلة، مما يساعد على التركيز في حرق الدهون.

احتياجات الجسم من السعرات الحرارية ترتكز في عدة عوامل أهمها الجنس، والوزن والطول والحالة الصحية، تستطيع زيارة الطبيب أ أخصائي تغذية، لكي يتم استشارته حول كمية السعرات الحرارية المناسبة لحالة الشخص نفسه، ويجب أن يقوم بوضع خطة غذائية سليمة من كل المجموعات الغذائية مع تنظيم أوقات تناول الطعام وتعديل السلوك الغذائي الخاطئ، تتمثل أهم الحميات الغذائية سريعة المفعول فيما يلي:

حمية الكيتو: ناجحة في إنقاص الوزن وعلاج السمنة المفرطة فهناك جدل وآراء مختلفة حول، نظرًا للعوامل الجانبية التي قد تطرأ على الشخص المتبع هذه النوعية من الحميات الغذائية، حيث يتم فيها تناول كربوهيدرات والتي يجعل الجسم يذهب للدهون المخزنة ويعتبرها مصدر طاقة أو جسم من الأجسام الكيتوتي.

حمية البحر الأبيض المتوسط: هذه الحمية ترتكز على الطعام التي يتناولها مرضى السمنة الموجودين في البحر المتوسط، بالرغم من أنها قد صممت لتخفيض خطورة الإصابة بأمراض القلب، إلا وأن عدة دراسات وضحت أنها تساعد في نقص الوزن تمامًا، وتشجع على الحمية حيث يتم فيها تناول كثيرًا من الفاكهة والخضراوات والحبوب، وبذور وبقوليات أيضًا، وكذلك السمك وجميع أنواع المأكولات البحرية فيما عدا الجمبري والكابوريا، وزيت الزيتون البكر.

كيف اتخلص من السمنة في أسرع وقت؟

عليك أن تتوقف تمامًا عن الأكل بعد وجبة العشاء ليلاً، أي قبل النوم بساعتين على الأقل، حيث أن تناول الأطعمة في هذا التوقيت بعد ذلك يتم تراكمها إلى دهون ولن تستطيع التخلص منها أو هضمها بسهولة في مرحلة النوم، لهذا ينصح الخبراء المختصة في التغذية السليمة بتوقف الشخص عن تناول أي نوع من الأطعمة تمامًا في الفترة ما بين الساعة 7 إلى 6 صباحًا.

ابتعد تمامًا عن المشروبات التي تقع تحت مسمى الدايت، أثبتت الدراسات أنه من يشربونها بشكل يومي يكونوا عرضة لزيادة الوسط بنسبة تزيد عن 75%، أكثر من هؤلاء الذي لا يشربن المشروبات دايت كل يوم. 

ما هو سبب زيادة الوزن رغم قلة الأكل؟

تناول الأملاح بنسبة عالية يؤدي الى حبس الماء في الجسم، ويؤدي أيضًا إلى تراكم السموم في الجسم بسبب احتباس هذه السوائل، مما يتسبب في زيادة الوزن وبسرعة، وعندئذِ يمكنك ملاحظة الزيادة السريعة حتى إذا لم تقوم بإكثار تناول الوجبات السريعة أو الطعام عمومًا.

بعد أن انتهينا من موضوع السمنة المفرطة، نود التأكيد على بعض النقاط الهامة أهمها هو  أن السمنة ليست مجرد مشكلة جمالية، بل هي مرض خطير يُهدد حياة الإنسان، بالإضافة إلى أن هناك العديد من الطرق لعلاج السمنة المفرطة، منها تغيير نمط الحياة، والأدوية، والجراحة.

يجب على كل شخص يعاني من السمنة المفرطة استشارة الطبيب لوضع خطة علاج السمنة المفرطة مخصصة له، والوقاية خير من العلاج، لذلك علينا جميعًا اتباع نمط حياة صحيّ لكي نحافظ على وزننا المثالي ونبعد أنفسنا من مخاطر السمنة المفرطة، كما نؤكّد  لك على أنّ علاج السمنة المفرطة ممكن، ولكنه يتطلّب الصبر والمثابرة فلا تستسلم وواصِل رحلتك نحو حياة صحية وسعيدة.